هَــذَا وتَـاسِـعَ عَـشْـرَهَا إلــزَامُ ذِي الــتَّـ … عْـطِـيلِ أفْـسَـدَ لَازمٍ بِـبَيَانِ
وَفَــسَـادُ لَازِم قَــوْلِـهِ هُـــوَ مُـقْـتـضٍ … لِـفَـسـادِ ذَاكَ الـقَـوْلِ بـالـبُرهَانِ
فَـسَلِ الـمُعطِّلَ عَـنْ ثـلَاثِ مَـسَائِلٍ … تَـقْضي عَـلَى التعْطِيلِ بالبُطْلانِ
مَـــاذَا تــقُـول أكَـــانَ يَــعْـرفُ ربَّــهُ … هَــذَا الـرَّسُـولُ حَـقِـيقَةَ الـعِـرْفَانِ
أَمْ لَا؟ وَهَـــلْ كَــانَـتْ نَـصِـيحتُهُ لَـنَـا … كُــلَّ الـنـصِيحَةِ لَـيْـسَ بـالـخَوَّانِ
أَمْ لَا؟ وَهَــلْ حَــازَ الـبـلاغَةَ كـلَّـهَا … فـالـلفْظُ والـمـعْنَى لَــهُ طَـوْعَـانِ؟
فــإذَا انْـتـهَتْ هَــذِي الـثـلَاثَةُ فِـيـهِ كَــا … مِـلَـةً مـبـرَّأَةً مِــنَ الـنُـقْصَانِ
فَــلأَيِّ شَــيءٍ عَــاشَ فِـيـنَا كَـاتِـمًا … لِـلـنَّفْيِ والـتَّعْطِيلِ فـي الأَزْمَـانِ
بَــلْ مُـفْـصِحًا بـالـضِّدِّ مِـنْـهُ حَـقِـيقَةَ الْـ … إفْـصَـاحِ مُـوضَـحَةً بـكـلِّ بَـيَانِ
ولأَيِّ شَـــيءٍ لَـــم يُــصَـرِّحْ بــالَّـذِي … صَـرَّحْـتُـمُ فِـــي رَبِّـنَـا الـرَّحْـمنِ
أَلِـعَـجْزِهِ عَــنْ ذَاكَ أَمْ تَـقْـصِيرِهِ … فِــي الـنُّصْحِ أمْ لِـخَفَاءِ هَـذَا الـشَّانِ؟
حَـاشَـاهُ بَــلْ ذَا وَصْـفُـكُم يَــا أمَّــة الـتَّـ … عْـطِيلِ لَا الـمبْعُوثِ بـالقُرْآنِ
ولأيِّ شَـــيءٍ كَــانَ يَـذْكُـر ضِــدَّ ذا … فِــي كُــلِّ مُـجْـتَمَع وكُــلِّ زَمَــانِ
أَتَــراهُ أصـبـحَ عَـاجِـزًا عَــنْ قَـوْلِهِ "اسْـ … تَـوْلَى"وَينزِلُ "أمْـرُه" وَ"فُـلَانِ"
وَيَـقُولُ: "أَيْنَ اللَّهُ؟ " يَعْنِي "مَنْ" بِلَفْـ … ظِ "الأَيْنِ" هَلْ هَذَا مِنَ التِّبْيَانِ؟
واللهِ مَـــا قَـــالَ الأئِــمَّـةُ كــلَّ مَــا … قَــدْ قَـالَـهُ مِــنْ غَـيْـرِ مَــا كِـتْـمَانِ
لــكـنْ لأنَّ عُــقُـولَ أهْــلِ زَمَـانِـهِم … ضَـاقَـتْ بِـحَـمْل دَقَـائِـقِ الإِيْـمَـانِ
وَغَــدَتْ بَـصـائِرُهُم كَـخُـفَّاشٍ أَتَــى … ضَــوْءُ الـنَّـهَارِ فـكَـفَّ عَـنْ طَـيَرَانِ
حَــتَّـى إِذَا مَـــا الـلَّـيْلُ جَــاءَ ظَـلَامُـهُ … أَبْـصَـرتَهُ يَـسْـعَى بِـكـلِّ مَـكَـانِ
وَكَـــذا عُـقُـولُـكُمُ لَـــوِ اسْـتَـشْعَرتُمُ … يَــا قَــوْمُ كـالـحَشَراتِ والـفِـئْرَانِ
أَنِــسَـتْ بـإيـحَـاشِ الــظَّـلَامِ وَمَـــا لَـهَـا … بِـمَـطَالِعِ الأنْــوَارِ قَــطُّ يَــدَانِ
لَــــوْ كَـــانَ حَــقًـا مَـــا يَــقُـولُ مـعَـطِّـلٌ … لِـعُـلُـوِّهِ وَصِـفَـاتِـهِ الـرَّحْـمـنِ
لَــزِمَـتْـكُـمُ شُـــنَــعٌ ثَــــلاثٌ فَــارْتَــؤُوا … أَوْ خَــلَّــةٌ مِــنْـهُـنَّ أَوْ ثِــنْـتَـانِ
تَـقْدِيمُهُم فِـي الـعِلْمِ أَوْ فِـي نُـصْحِهِم … أَوْ فِـى البَيَانِ أَذَاكَ ذُو إمْكَانِ؟
إنْ كَــانَ مَــا قَــدْ قُـلـتُمُ حَـقًّـا فَـقَـدْ … ضَــلَّ الــوَرَى بـالـوَحْي والـقُرْآنِ
إذْ فِـيـهمَا ضِــدُّ الَّــذِي قُـلْـتُم وَمَــا … ضِــدَّانِ فِــي الـمعْقُولِ يَـجْتَمِعَانِ
بَــلْ كَــانَ أَوْلَــى أنْ يُـعَـطَلَ مِـنْـهُمَا … ويُـحَالَ فِـي عـلْمٍ وفِـي عـرفَانِ
إمَّا عَلَى "جَهْمٍ" وَ"جَعْدٍ" أوْ عَلَى "النّـ … ظَّامِ" أَوْ ذِي المذهَبِ اليُونَانِي
وكَـــذَاكَ أَتْــبَـاعٌ لَــهُـم فَــقْـعُ الــفَـلَا … صُـــمٌّ وبــكْـمٌ تَـابـعـو الـعُـمْيَانِ
وَكَـــذاكَ أَفْـــرَاخُ الـقَـرامِـطَةِ الألُـــى … قَــدْ جَـاهَـرُوا بِـعَـداوَةِ الـرَّحْـمنِ
كـالـحَـاكِـمِيَّةِ والأُلــــى وَالَــوهُــمُ … كَــأبِـي سَـعِـيـدٍ ثـــمَّ آلِ سِــنَـانِ
وَكَــذا ابــنُ سِـيـنَا والـنَّـصيرُ نَـصِيرُ أَهْـ … لِ الـشِّرْكِ والـتّكذِيبِ والـكُفْرانِ
وَكـــذاكَ أَفـــراخُ الـمـجُوسِ وشِـبـهِهِمْ … والـصَّـابِئِينَ وكــلُّ ذِي بُـهْـتَانِ
إخْـــوانُ إِبـلِـيـسَ الـلـعِـينِ وجُــنْـدُه … لَا مـرحـبًـا بـعَـسَاكِرِ الـشَّـيْطَانِ
أَفَـمَـنْ حَـوَالَـتُهُ عَـلَـى الـتَّـنْزِيلِ وال … وَحْــي الـمـبِينِ ومُـحْكَمِ الـقُرْآنِ
كـمُـحَـيَّـرٍ أضــحَــتْ حَــوَالَـتُـهُ عَــلَـى … أَمـثَـالِـهِ أمْ كَــيْـفَ يَـسْـتَـويَانِ
أمْ كَــيـفَ يـشْـعُـرُ تَـائِـهْ بـمُـصَابِهِ … والـقَـلْبُ قَــدْ جُـعِـلَتْ لَــهُ قُـفْـلَانِ
قُـفْـلٌ مِــنَ الـجَـهْلِ الـمـركَّبِ فَـوْقَـهُ .... قُـفْـلُ الـتَّعَصُّبِ كَـيْفَ يَـنْفَتِحَانِ
وَمَـفَاتحُ الأقْـفَالِ فِـي يَـدِ مَـنْ لَـهُ التَّـ … صْريفُ سُبْحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
فـاسْـألهُ فَـتْحَ الـقُفْلِ مـجْتَهِدًا عَـلَى الْـ … أسْـنَانِ إنَّ الـفَتْحَ بـالأسْنَانِ
الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (نونية ابن القيم) – الأبيات (1617 – 1656)