فليس العلم في الحقيقة إلا ما أخبرت به الرسل عن الله عز وجل طلباً وخبراً؛ فهو العلم المزكِّي للنفوس المكمل للفطر المصحح للعقول الذي خصه الله باسم العلم وسمى ما عارض ظناً لا يغني من الحق شيئا وخرصا وكذبا فقال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) [آل عمران61] وشهد لأهله أنهم أولو العلم فقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ) [الروم56] وقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) [آل عمران18] والمراد: أولو العلم بما أنزله على رسله ليس إلا، وليس المراد أولو العلم بالمنطق والفلسفة وفروعهما.
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (3/ 876)