وأما جهاد الشيطان فمرتبتان:
إحداهما: جهاده على دفع ما يُلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان.
والثانية: جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات والشهوات.
فالجهاد الأول يكون بِعُدَّة اليقين، والثاني بعُدَّة الصَّبر. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فأخبر أنَّ إمامة الدين إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات، واليقين يدفع الشكوك والشبهات.
زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (3/ 12)