الحمد لله وبعد .
معلوم أن الإمام ابن القيم - رحمه الله - من العلماء الذين بلغت سيرتهم الآفاق وأكبر دليل على ذلك مؤلفات هذا العَلم - رحمه الله - والتي بلغت (98) كتابا كما ذكر ذلك الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - حفظه الله - في كتاب " ابن القيم . حياته . آثاره . موارده " (ص 197) فقال :
وقد من الله تعالى وهو المنان بفضله فتتبعت أسماء مؤلفاته أيضا في ثنايا كتبه فتحصل لي جملة منها بلغت (22) كتابا . فصار مجموع ما جرى الوقوف عليه حسب التتبع والاستقراء هو (98) كتابا ... .ا.هـ.
ولا عجب في ذلك فهو تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
والذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع أن كثيرا من الناس لا يعلمون أن بعض مؤلفات الإمام ابن القيم قد ألفها في حال سفره وهذا أعجب من ذي قبل فقد كتب عددا من الكتب وهو في طريق سفره وبعيدا عن كتبه .
يقول الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - في الكتاب الآنف الذكر (ص 60) :
وأن السفر والبعد عن الأولاد والوطن لم يشغله شيء من ذلك عن التأليف والنظر فابن القيم وإن سافر لا يحمل إلا زادا ومزادة فمكتبته في صدره .ا.هـ.
وسأذكر هذه الكتب لكي تتخيلوا كيف أن الإمام ابن القيم إمام بحق وأنه يُرجع إليه في تحقيقاته وآراءه عند كثير من العلماء وطلبة العلم.
وهذه الكتب ذكرها أيضا الشيخ بكر أبو زيد (ص 60) .
- أسماء الكتب التي ألفها الإمام ابن القيم في سفره :
1 - مـفـتـاحُ دارِ الـسـعـادة ِومـنـشـورُ ألـويـةِ الـعـلـمِ والإرادة .
2 - روضـةُ الـمـحـبـيـن ونـزهـةُ الـمـشـتـاقـيـن .
قال الإمام ابن القيم في مقدمة الكتاب (ص 12): والمرغوب إلى من يقف على هذا الكتاب أن يعذر صاحبه فإنه علقه في حال بعده عن وطنه وغيبته عن كتبه .ا.هـ.
3 - زادُ الـمـعـادِ فـي هـدي خـيـرِ الـعِـبـاد ِ .
قال الشيخ بكر في كتاب " ابن قيم الجوزية " ( ص 261 ) :
ومن المدهش أن هذا الكتاب أملاه مؤلفه رحمه الله تعالى وهو في حال سفره وغيبة عن داره ومكتبته وقد تحدث عن ذلك في فاتحة الكتاب فقال :
وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى نعمة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عُجرهِ وبُجرهِ مع البضاعة المزجاة ... مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة والقلب بكل وادٍ منه شعبة والهمة قد تفرقت شذر مذر ... .ا.هـ.
4 - بـدائـعُ الـفـوائـد .
قال الشيخ بكر أبو زيد في الكتاب المذكور آنفا (ص 222) :
وهذا الكتاب العظيم الذي يزيد عن ألف صحيفة إنما كتب غالبه من حفظه حال بُعده عن مكتبته . وقد قال في جواب السؤال العاشر على قولهم " هذا بسراً أطيب منه رطبا "
فهذا ما في هذه المسألة المشكلة من الأسئلة والمباحث علقتها صيدا لسوانح الخاطر فيها خشية ألا يعود فليسامح الناظر فيها فإنها علقت عليَّ حين بعدي عن كتبي وعدم تمكني من مراجعتها . وهكذا غالب هذا التعليق إنما هو صيد خاطر . والله المستعان .
وقال في آخر تفسير سورة الكافرون : فهذا ما فتح الله العظيم به من هذه الكلمات اليسيرة والنبذة المشيرة إلى عظمة هذه السورة وجلالتها ومقصودها وبديع نظمها من غير استعانة بتفسير ولا تتبع لهذه الكلمات من مظان توجد فيه بل هي استملاء مما علمه الله وألهمه بفضله وكرمه والله يعلم أني لو وجدتها في كتاب لأضفتها إلى قائلها ولبالغت في استحسانها ... .ا.هـ.
5 - تـهـذيـبُ سـنـنِ أبـي داود .
قال الشيخ بكر أبو زيد (ص 235) :
وقد ذكر في خاتمته للكتاب ما يفيد أن تأليفه له سنة 732 هـ وأنه فرغ منه في مكة حرسها الله تعالى وأن مدة تأليفه أربعة شهور تقريبا فقال :
ووقع الفراغ منه في الحجر - حجر إسماعيل - شرفه الله تعالى تحت الميزاب - ميزاب الرحمة في بيت الله - آخر شوال سنة اثنين وثلاثين وسبع مئة وكان ابتداؤه في رجب من السنة المذكورة .ا.هـ.
6 - الـفُـروسـيـة .
رحم الله الإمام ابن القيم وجزاه الله عنا خير الجزاء .
عبد الله زقيل