السنة مضت بكراهة إفراد رجب بالصوم، وكراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم وليلتها بالقيام، سدا لذريعة اتخاذ شرع لم يأذن به الله من تخصيص زمان أو مكان بما لم يخصه به؛ ففي ذلك وقوع فيما وقع فيه أهل الكتاب. إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/ 116)
ويقول في المنار المنيف (ص: 95 - 97):
وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمثلها: ما رواه عبد الرحمن بن منده -وهو صدوق- عن ابن جهضم وهو واضع الحديث حدثنا علي بن محمد بن سعيد البصري حدثنا أبي حدثنا خلف بن عبد الله الصنعاني عن حميد الطويل عن أنس يرفعه: "رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي" الحديث، وفيه: "لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب" وذكر الحديث المكذوب بطوله، قال ابن الجوزي: "اتهموا به ابن جهضم ونسبوه إلى الكذب وسمعت عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم؟ قال بعض الحفاظ بل لعلهم لم يخلقوا".
وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى، كحديث: "من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا حساب"، وحديث: "من صام يوما من رجب وصلى أربع ركعات يقرأ في أول ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة (قل هو الله أحد) لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة"، وحديث "من صام من رجب كذا وكذا" الجميع كذب مختلق.
وأقرب ما جاء فيه ما رواه ابن ماجه في سننه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب".