قال الله تعالى مخبرًا عن كمال أدب رسوله في ليلة الإسراء: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم/17] وهذا غايةُ الأدب، فإن البصر لم يزغ يمينًا ولا شمالًا، ولا طمح متجاوزًا إلى ما هو رائيه ومقبلٌ عليه، كالمُتشارف إلى ما وراء ذلك.
ولهذا اشتدَّ نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - للمصلِّي أن يَرفع بصره إلى السماء، وتوعَّدهم على ذلك بخطف أبصارهم؛ إذ هذا من كمال الأدب مع مَنِ المصلي واقفٌ بين يديه، بل ينبغي له أن يقف ناكس الرَّأس، مطرقًا إلى الأرض، ولولا أن رب العالمين سبحانه فوق سماواته على عرشه؛ لم يكن فرقٌ بين النظر إلى فوق أو إلى أسفل.
روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص371 ط عطاءات العلم)