*جمع : سلطان العرابي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وبعدُ :
فالكلماتُ الجميلة التي يتناقلها بعض الفضلاء في فضاء التواصل الاجتماعي ( الواتس + تويتر الفيس بوك وغيرها ) مع نسبتها للإماميـْن ابن تيمية وابن القيِّم - رحمهما الله - يُخشى من التساهُل في هذه النِّسبة أن تصير منهجاً خاطئاً في مفهوم الأمانة العلميَّة !!
وعتبي هنا على بعض طلاب العلم الذين عندهم قُدرة على التأكُّد من هذه الأقوال وصحَّة نسبتها إلى قائلها ؛ خاصَّة مع توفُّر وسائل التقنية الحديثة التي أتاحت لنا التأكُّد منها ؛ من خلال البحث في المكتبة الشاملة مثلاً .
وقد رأيتُ بعض المشايخ المشاهير في تويتر يُغرِّد بأقوال ينسبها لابن القيِّم - رحمه الله - دون ذِكْره لمرجعها من كُتُبه ، وهي عند التأمُّل والبحث ليست لابن القيِّم ولا في شيءٍ من مؤلَّفاته ، بل من عاش مع كُتُبه - رحمه الله - يُدرك أنَّ نفَسَه يختلف كثيراً عمَّا يتناقله الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ، وأنها في الحقيقة - مع جمالها وعذوبتها وفائدتها - من كلام بعض الفضلاء المُعاصرين ليس إلاَّ ..
ومع ذلك فالتهاون في نِسْبة الأقوال إلى أصحابها أو مصادرها قد يتطوَّر مع الأيَّام ؛ فيخرج لنا جيلٌ يعيش على التدليس وفُقدان الأمانة العلميَّة في النقل والعزو ؛ ومن ثمَّ تختلط الأقوال وقد يُدَسُّ فيها السوء والخطأ وبعض الأقوال المُخالفة !!
ولا شكَّ أنَّ تربية النفس على التثبُّت في الأقوال ونقلها وعزوها هو المنهج الأصيل الذي سار عليه سلف الأُمَّة ؛ والأجدر بنا أن نحذو حذْوهم ، وأنَّ نسير على نهجهم ؛ ففيه الأصالة والسلامة ..
أخيراً ؛ قد يبدو لبعض الفضلاء أن التنبيه على الأمانة العلميَّة فيه تشديدٌ وتنطُّع ومنعٌ للفائدة من الانتشار ؛ ولو تأمَّل اللَّبيبُ في مآل الانفلات العلمي في المنقولات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأدرك خطر هذا المنهج .. ومَنْ عَجَز عن التأكُّد من قائل بعض الكلمات ومصادرها فلا أقلَّ من أن ينقلها مُجرَّدةً دون نسبتها إلى عالِمٍ لا يدري هل قالها أم لا ؛ مع اتفاقنا على جميل هذه الكلمات وعظيم فائدتها .
وقد جمعتُ بعض الكلمات المُشتَهَرة في تويتر ممَّا ينسبه بعض المُغرِّدين لابن القيِّم وهي ليست له ؛ وأكثرها شُهرةً الآتي :
• إذا أنعم الله على الإنسان بنعمة كيف يعرف إن كانت فتنة أم نعمة ؟
قال : إذا قربته من الله فهي نعمة ، وإذا أبعدته فهي فتنة .
• والله إن العبد ليصعب عليه معرفة نيته في عمله فكيف يتسلط على نيات الخلق !
• إذا تقاربت القلوب فلا يضر تباعد الأبدان
• مامن عبد يعيب على أخيه ذنباً إلا ويُبتلى به فإذا بلغك عن فلان سيئة فقل : غفر الله لنا وله .
• إذا ارتاح الضمير ارتفع المقام ، وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ماقيل فيك ..
• اجعل كل دعائك أن يعفو الله عنك
فإن عفا عنك أتتك حوائجُك من دون مسألة .
• ربما تكون نائمًا فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك، من فقير أعنته ، أو جائع أطعمته ، أو حزين أسعدته
• اذا كنت تدعُو وضاق عليك الوقت وتزاحمَت في قلبك حوائجُك فاجعل كل دُعائك أن يعفُو الله عنك فإن عفا عنك : أتتك حوائجُك من دون مسألة .
• رأيت أقواماً أهملوا نظر الله إليهم في الخلوات فمحا الله محاسن ذكرهم فكانوا موجودين كالمعدومين لا حلاوة لرؤيتهم ولا القلب يحن إليهم
• يأبى الله أن يدخل أهل الجنة فرادى ، فكل صحبة يدخلون الجنة سوياً.. فانظر لصحبتك أين سيذهبون بك ؟
• لا تـحـسـب أن نـفـسك هي التي ساقـتـك إلى فـعـل الخيـرات بل إعلم أنك عبد أحـبـك الله فألهمك فعل الخيـرات فلا تفرط في هذه المحبة .
• ارخِ يدك بالصدقة ، تُرخى حبال المصائب من على عنقك ، واعلم أن حآجتك إلى أجر الصدقة ، أشد من حاجة من تتصدق عليه .
• إذا عَطِشَ قلبك فلا تسقه إلَّا بالقرآن، وإذا استوحش فلا تؤنسه إلَّا بذكر الرحمن
• لا تقل نجحت بل قل وفقني الله ، ولا تقل أصبت بل قل سددني الله، ولا تقل كسبت بل قل رزقني الله
• من أدام التسبيح انفرجت أساريره،
ومن أدام الحمد تتابعت عليه الخيرات،
ومن أدام الاستغفار فتحت له المغاليق"
• إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير فاعلم انه سفيه .
• إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يَعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة
• لن تجد أحنّ من الله عليك فو الله لو يعلم الساجد ما يغشاه من الرحمة بـ سجوده لما رفع رأسه .
• لو علم المتصدق أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير، لكانت لذة المعطي أكبر من لذة الآخذ .
• لو سخرتُ من كلبٍ لخشيتُ أن أُحوَّل كلباً