قصيدة ابن القيم في الرد على النصارى وبيان تهافت عقيدتهم

 

 

أَعُــبّـادَ الـمَـسِـيحِ لَــنَـا سُــؤَالٌ
إِذَا مــــاتَ الإِلـــهُ بِـصُـنْـع قـــومٍ
وَهَـــلْ أرضـــاه مــا نَـالُـوهُ مِـنْـهُ
وَإِنْ سَـخِـطَ الــذي فَـعَـلُوهُ فـيـه
وَهَـــلْ بَـقِـي الـوُجُـودُ بِــلَا إِلــهٍ
وَهَـلْ خَـلَتِ الـطِّبَاقُ الـسَّبْعُ لَمّا
وَهَــلْ خَـلَـتِ الْـعَـوَالُم مِــن إِلـهٍ
وَكَــيْـفَ تَـخَـلَّـتِ الأَمْــلَاكُ عَـنْـهُ
وكَيْفَ أطَاقَتِ الخَشَبَاتُ حَمْلَ الْ
وَكـيْـفَ دَنَــا الـحَدِيدُ إِلَـيْهِ حَـتَّى
وَكــيْـفَ تَـمـكَّـنَتْ أَيْـــدِي عِــدَاهُ
وَهَـلْ عَـادَ الـمَسِيحُ إِلَـى حَـيَاةٍ
وَيَــــا عَـجَـبًـا لِـقَـبْـرٍ ضَـــمَّ رَبًّـــا
أَقَــامَ هُـنَـاكَ تِـسْعًا مِـنْ شُـهُورٍ
وَشَـــقَّ الْـفَـرْجَ مَـوْلُـودًا صَـغِـيرًا
وَيَـأْكُـلُ ثُــمَّ يَـشْـرَبُ ثــمَّ يَـأْتِـي
تَـعَـالَى اللهُ عَــنْ إِفْـكِ الـنَّصَارَى
أَعُــبَّــادَ الـصَّـلِـيبِ لأيّ مَـعْـنًـى
وَهَـلْ تَـقْضِي الـعُقُولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ
إِذَا رَكِـــبَ الإِلـــهُ عَـلَـيْـهِ كُـرْهًـا
فَــذَاكَ الـمَـرْكَبُ الـمَـلْعُونُ حَـقًّـا
يُــهَـانُ عَـلَـيْـهِ رَبُّ الْـخَـلقِ طُــرًّا
فــإِنْ عَـظَّـمْتَهُ مِـنْ أَجْـلِ أَنْ قَـدْ
وَقَــدْ فُـقِـدَ الـصَّـلِيبُ فــإِنْ رَأَيْـنَا
فَــهَـلاّ لـلـقُـبُورِ سَــجَـدْتَ طُـــرًّا
فَـيَا عـبد الـمَسيحِ أَفِـقْ فَـهَذَي
نُــرِيـدُ جَــوَابَـهُ مِــمَّـن وَعَـــاهُ
أمَــاتُــوهُ فَــمــا هـــذَا الإِلـــهُ
فـبُـشْـرَاهمْ إذا نــالُـوا رِضَــاهُ
فَـقُـوَّتُـهـمْ إِذًا أوْهَـــتْ قُـــوَاهُ
سَـمِيعٍ يَـسْتَجِيبُ لِـمَنْ دَعَاهُ
ثَـوَى تَـحتَ الـتُّرَابِ وَقَـدْ عَلاه
يُـدَبِّـرهَا وَقَــدْ سُـمِـرَتْ يَــدَاهُ
بِـنَـصْرِهِمُ وَقَــدْ سَـمِعُوا بُـكاهُ
إلَـــهِ الـحَـقِّ مَـشْـدُودًا قَـفَـاهُ
يُــخَــالِــطَـهُ وَيَــلْــحَــقَـهُ أذَاهُ
وَطَـالتْ حَـيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ
أَمِ الـمُـحْـيي لَـــهُ رَبٌّ سِــوَاهُ
وَأَعْـجَبُ مِـنْهُ بَـطْنٌ قَـدْ حَـوَاهُ
لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ
ضَـعِـيـفا فَـاتِـحًا لِـلـثَّدْي فَــاهُ
بِـــلَازِمِ ذَاكَ هَـــلْ هـــذَا إِلــهُ
سَـيُـسأَلُ كُـلُّهُمْ عَـمَّا افـترَاهُ
يُـعَـظَّـم أوْ يُـقَـبَّـحُ مَــنْ رَمَــاهُ
وَإحْـــرَاقٍ لَـــهُ وَلِــمَـنْ نَــعَـاهُ
وَقَــدْ شُــدَّتْ لِـتَـسْمِيرٍ يَــدَاهُ
فَــدُسْــهُ لا تَـبُـسْـهُ إِذْ تَـــرَاهُ
وتَـعْـبُـدُهُ فَــإِنّـكَ مِـــنْ عِــدَاهُ
حَــوَى رَبَّ الـعِـبَادِ وَقَــدْ عَـلَاهُ
لَـــهُ شَــكْـلًا تَـذَكَّـرْنَـا سَـنَـاهُ
لِـضَمِّ الـقبرِ رَبّـكَ فـي حَـشَاهُ
بِــدَايَــتُـهُ وَهـــــذَا مُــنْـتَـهـاهُ

إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (2/ 1063 - 1064 ط عطاءات العلم)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله