حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء:
أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك فإنك تعاقب بتقليب القلب وردّ ما يَرِدُ عليك من الحق رأساً ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك، قال تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) [الأنعام: 110] فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلّب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك.
والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك، قال تعالى: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) [التوبة: 83]. فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فليهنه السلامة.
بدائع الفوائد (3/ 180)