ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ كَلّا سَوفَ تَعلَمونَ ثُمَّ كَلّا سَوفَ تَعلَمونَ) [التكاثر: ١-٤].
ﻭاﻟﺘﻜﺎﺛﺮ في ﻛﻞ شيء؛ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻭﺃﻟﻬﺎﻩ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ الأﻣﻮﺭ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺪاﺭ اﻻﺧﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﺩاﺧﻞ ﻓﻰ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ اﻻﻳﺔ؛ ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻠﻬﻴﻪ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﻬﻴﻪ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﺠﺎﻩ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﺠﻤﻌﻪ ﺗﻜﺎﺛﺮا ﻭﺗﻔﺎﺧﺮا، ﻭﻫﺬا ﺃﺳﻮﺃ ﺣﺎﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺠﺎﻩ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ الآﺧﺮﺓ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺠﺎﻩ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻛﺎﺛﺮ ﺑﺄﺳﺒﺎﺑﻬﺎ.
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص: ١٧١)