فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة، حتى كانوا يَعُدُّون له في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور".
وكان يقول: "يا أيها الناس توبوا إلى الله ربكم فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة"، وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا، وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء، حتى كان من توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل أنفسهم، وأما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع.
زاد المعاد في هدي خير العباد (١/ ٩٢).