تخفيف الصلاة أمر نِسْبيٌّ يرجع إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «أيُّكم أمَّ الناسَ فَلْيخفِّفْ»، وقول أنس: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفَّ الناس صلاةً في تمامٍ»، فالتخفيف أمر نِسْبيٌّ يرجع إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه، لا إلى شهوة المأمومين، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأمرهم بأمرٍ ثم يخالفه. وقد عَلِم أن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة، فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به. فإنه كان يمكن أن تكون صلاته أطول من تلك بأضعاف مضاعفة، فهي خفيفة بالنسبة إلى أطول منها. وهديه الذي كان يواظب عليه هو الحاكم في كلِّ ما تنازع فيه المتنازعون. ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف، ويؤمُّنا بـ (الصَّافَّات)». فالقراءة بـ (الصَّافَّات) من التخفيف الذي كان يأمر به. والله أعلم.


زاد المعاد ط عطاءات العلم (١/ ٢٤١)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله