الجمع بين دعاء الإمام بلفظ الإفراد وحديث: "لا يؤمَّ عبدٌ قومًا فيخُصَّ نفسه بدعوة دونهم"

والمحفوظ في أدعيته صلى الله عليه وسلم في الصلاة كلِّها بلفظ الإفراد كقوله: «ربِّ اغفر لي، وارحَمْني، واهدِني». وسائر الأدعية المحفوظة عنه فيها. ومنها قوله في دعاء الاستفتاح: «اللهمَّ اغسلني من خطاياي بالثلج والماء البارد، اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطاياي … » الحديث.

وروى الإمام أحمد وأهل «السنن» من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمَّ عبدٌ قومًا فيخُصَّ نفسَه بدعوة، فإن فعَل فقد خانهم»، فقال ابن خزيمة في «صحيحه»، وقد ذكر حديث «اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطاياي … » الحديث، قال: في هذا دليلٌ على ردِّ الحديث الموضوع «لا يؤمَّ عبدٌ قومًا فيخُصَّ نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم».

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذا الحديث عندي في الدعاء الذي يدعو به الإمام لنفسه وللمأمومين ويشتركون فيه، كدعاء القنوت ونحوه. والله أعلم.


زاد المعاد ط عطاءات العلم (١/ ٣٠٥ - ٣٠٦)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله