ترى الرجل روحه في الرفيق الأعلى وبدنه عندك، فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش، وآخر واقف في الخدمة ببدنه، وروحه في السفل تجول حول السفليات؛ فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى؛ فعند الرفيق الأعلى: كل قرة عين وكل نعيم وسرور وبهجة ولذة وحياة طيبة، وعند الرفيق الأسفل: كل هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك.
قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه: 124] فذِكره: كلامه الذي أنزله على رسوله، والإعراض عنه: ترك تدبره والعمل به، والمعيشة الضنك: فأكثر ما جاء في التفسير أنها عذاب القبر قاله ابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وابن عباس.
كتاب الفوائد (ص: ١٦٨)